رواية مملكة تارتين (كاملة جميع الفصول) بقلم اسماعيل موسي

رواية مملكة تارتين (كاملة جميع الفصول) بقلم اسماعيل موسي

 رواية مملكة تارتين (كاملة جميع الفصول) بقلم اسماعيل موسي


كان الصف الطويل ممتد امام البوابه، اولاد وبنات فى عمر ال 12  عام مقيدين بالسلاسل، جنبهم حراس يحملون اسواط مستعدين لجلدهم مع أى خطاء او بادرة عصيان

وجوه شاحبه، دموع يابسه، ملابس ممزقه، اجساد تنز دم وقيح، لا توجد اسماء هنا، علق فوق صدر كل شخص رقم

صرخ الحارس رقم 1 تقدمت طفله نحيله، حل قيودها وطلب منها ان تعبر الباب

خلف الباب جرف صخرى مرتفع اسفله بحيره، وقفت الطفله فوق الجرف، رفع الحكيم يده


على الطفله ان تقفز داخل البحيره مبتعده عن الصخور، قفزت الطفله وسمع ارتطام جسدها بالصخر

رفعت رايه سوادء تعنى موتها مع علامة ×


تقدمت الأرقام 2، 20، 30 حتى الأن لم ترفع راية خضراء

كل الأطفال الذين قفزو ماتو وسحق جسدهم


شعرت لجنة الاختبار باليأس، مفيش حد هينجح فى القفز

يوجد مائة طفل تم خطفهم من قرى مختلفه


قالت الملكه  الظاهر مش هشوف اى شخص حى النهرده

ورفعت يدها بسخريه، دا من حظ الوحوش والكلاب

فكت قيود الكلاب والوحوش الجائعه تلتهم جثث الأطفال التى سدت فوهة السرداب






انهت الكلاب وجبتها، قالت الملكه  انا معنديش وقت اضيعه فى اختبارات تافهه، دخلو اكتر من طفل وقت واحد


دخل عشرة أطفال بينهم طفله نحيله وصغيره تبكى من الخوف

وقفو على جرف الصخره ثم قفزو فى وقت واحد


لم تتحرك مياه البحيره، لم ينجح ولا طفل الوصول إليها

مائة طفل قفزو ولم ينجح ولا واحد منهم فى الوصول لمياه البحيره


دقت الطبول، لليوم الرابع لم ينجح ولا طفل فى بلوغ مياه البحيره المقدسه، النبؤة لن تتحقق فى عهد الملكه شانبوخه


قال الحكيم، متستعجليش يا مولاتي انا متأكد ان حساباتى صح وان الطفل المختار هذا وقت ظهوره


صرخت الملكه فى كبير الحراس انت متأكد ان جمعت كل الأطفال فى عمر 12 عام


قال القائد اقسم يا مولاتى اننا جمعنا كل الأطفال فى عمر ال 12 عام

كلهم هنا


نظرت الملكه تجاه ساحر المملكه وانت سحرك بيقول ايه؟


ظهر شاب نحيل يعرج على قدمه ويخفى وجهه بوشاح من شدة قبحه والدمادم التى تغطى جسده


فتح دائرة السحر والقى النرد ظهرت عشرة حيات تتصارع فى ما بينها

الحيات اكلت بعضها ولم تتبقى الا حيه واحده حيه


رفع الشاب ايده، المختار موجود يا مولاتى، كلام الحكيم صح


صرخت الملكه ما هو لو فيه فايده منك كنت عثرت عليه وخلصنا!

قال الشاب الساحر، انتى عارفه يا مولاتى ان دا مستحيل

وان المختار روحه وجسده بتقاوم السحر


قالت الملكه شانبوخه اقتلو كل الأطفال خلف الباب، خلاص انا فقدت الحماس فى مقابلة المختار

كان نفسى اقبض عليه واعذبه واشنقو قدام العامه عشان يعرفو ان ملكى هيمتد الف عام


امام البوابه قطعت رقاب كل الأطفال المتبقين، مذبحه كبيره من اجساد صغيره مرميه على الأرض امام الباب المؤدى لمياه البحيره المقدسه


خلاص يا مولاتى كل الأطفال فى عمر ال 12 عام تم قتلهم جميعآ


رفعت الملكه شانبوخه يدها، ارتجت الصخور وتحرك الاثاث ورقصت مياه البحيره، اعلنو عن الاحتفالات لمدة 12 يوم وزعو الهدايا، الطعام، اللحوم، الفاكهه، لترقص الجوارى والمحظيات فى كل ربوع المملكه، خلاص مفيش خوف

حكمى هيمتد الف عام


فتح حارس السرداب الباب امام الوحوش والكلاب لتكمل وجبتها قبل أن يجمعها فى حفرة الموت

كشرت الكلاب عن انيابها ومزقت الاجساد، تحت مائة جثه كان هناك جسد طفله نحيله يرتعش تحاول أن تتنفس وسط الزحمه سقط جسدها داخل مياه البحيره المقدسه، لم تكن قادره على السباحه او الغوص، جسدها ممزق، اطرافها مجروحه، تدحرج الجسد النحيل نحو قاع البحيره، انصرفت الملكه والحراس وكل الحشود بعدها طفا جسدها على سطح مياه البحيره.






من بين الصخور ظهر شاب اسمر رفيع وطويل، يخفى وجهه بوشاح وفى يده سيف

نظر تجاه الجسد الطافى فوق مياه البحيره ثم همس مستحيل تكون لسه حيه؟

لكنها اول مره أرى جسد يطفو فوق مياه البحيره المقدسه حتى لو كان جثه متعفنه ربما تكون هى؟

ثم وبخ نفسه معترف باستحالة ما يفكر به 

استخدم عصا لجذب جسد الفتاه ثم حملها فوق كتفه واختفى داخل طريق ضيق محفور بين الصخور، ظل الشاب يسير فى طريقه حتى وصل بستان واسع قطعه وهو يحمل الطفله، عبر غابة أسفل تله كان هناك كوخ مختفى بين الحشائش، طرق الشاب باب الكوخ فتحت امرأه مسنه مريضه

فيه ايه يا ضرغام؟

القى الشاب جسد الطفله على الأرض وقال بلا مبلاه حاولى تنقذيها


البنت دى عمرها 12 سنه يا ضرغام انت لقيتها فين؟


لقيتها مرميه على الطريق هاكون لقيتها فين يعنى


صوبت المرأه نظرها على ضرغام تحاول فهمه، ثم رفعت يدها

فى هذا الوقت من كل عام يكون الأطفال مرمين على كل طريق، لماذا هذة بالذات اشفقت عليها؟


رفع ضرغام ايده، اعملى فيها إلى انتى عايزاه استخدميها فى تجاربك ثم اختفى بين أشجار الغابه


كانت الطفله رغم ما تعرضت له لازالت تتنفس، حملت المرأه الطفله ووضعتها على الطاوله وعاينت جسدها الممزق ثم اغمضت عينيها وهمست مزيد من الأحلام، مزيد من البراءه

مفيش حاجه مميزه فيها، لو الحراس عثرو عليها هقع فى مشكله كبيره، حملت الطفله وسارت بها داخل الغابه لمسافه بعيده جدا ثم تركتها امام جحر ضخم داخل الجبل


#مملكة تارتين


                    الفصل الثاني من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×